مقالات

وما أنا من المشركين

مصر اليوم نيوز

وما أنا من المشركين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

وما أنا من المشركين

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد، يروي أن أبي رافع رضي الله عنه قال وقع إلي كتاب فيه استفتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا كبر قال ” إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا، وما أنا من المشركين،قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك، وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك، لا شريك لك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، 

 

فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، لبيك وسعديك والخير في يديك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، أستغفرك وأتوب إليك ” وقيل أن منصور بن عمار قال لما قدمت مصر كانوا في قحط، فلما صلوا الجمعة ضجوا بالبكاء والدعاء فحضرتنى نية فصرت إلى الصحن، وقلت يا قوم تقربوا إلى الله بالصدقة فما تقرب بمثلها، ثم رميت بكسائي وقلت هذا جهدى فتصدقوا، حتى جعلت المرأة تلقى خرصها حتى فاض الكساء، ثم هطلت السماء وخرجوا في الطين، فدفعت إلى الليث وابن لهيعة فنظروا إلى كثرة المال فوكلوا به الثقات، ورحت أنا إلى الإسكندرية، فبينما أنا أطوف على حصنها إذا رجل يرمقني قلت مالك؟ قال أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قلت نعم، قال صرت فتنة قالوا إنك الخضر دعا فأجيب قلت بل أنا العبد الخاطئ فقدمت مصر فاقطعني الليث خمسة عشر فدانا.

 

وفي رواية أخرى قال وأخرج لي جارية تعدل قيمتها ثلاثمائة دينار وألف دينار وقال لا تعلم ابني فتهون عليه، وإن الصدقة بمفهومها الواسع، سواء كانت بمال أو طعام أو شراب أو لباس أو كساء، أو دواء أو أى منفعة من المنافع، إنها نجاة للمؤمن من عذاب الله، كما في الحديث المتفق عليه، عن عدى بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة” وفي الحديث الأخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”يا معشر النساء تصدقن، فإني رأتكم أكثر أهل النار” فبين عليه الصلاة والسلام أن الصدقة من أعظم أسباب الوقاية من النار حتى ولو كانت باليسير من الطعام والشراب. 

 

كما أن الصدقة دليل على صدق إيمان العبد، ولذلك جاء في الحديث “والصدقة برهان” لأن النفس مجبولة على حب المال، فإذا تغلب العبد على نفسه وأنفق المال في سبيل الله كان ذلك برهانا على أنه يقدم مرضاة الله ومحبوباته على محبوبات نفسه، وبهذا يتبين أن فضل الصدقة عظيم، وثوابها عند الله جسيم، فينبغى لك أن نحرص على الإكثار منها طلبا لمرضاة الله عز وجل، واقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وسعيا لسد حاجة المسلمين من الفقراء واليتامى والأرامل والمساكين، ثم هي بعد ذلك سبب لحصول الخير والبركة لنا في العمر، والمال، والذرية، والوقت وسبب لدفع البلاء عنا فى الدنيا والآخرة، ولنعلم إن المال الذى وهبه الله لنا ليس ملكا لنا، بل المال مال الله، وما العباد إلا مؤتمنون على إنفاقه.

 

وذلك اختبار وامتحان، أن ننفقه فيما يحب ويرضى، فيكون لنا خير في الدنيا والآخرة، أم ننفقه في الوجوه المحرمة، والطرق التي لا نجني منها نفعا لا في دنيانا ولا آخرتنا، ويكون بذلك وبالا علينا، وشقاء في الدنيا والآخرة.

وما أنا من المشركين

وما أنا من المشركين

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

محمد جمعة سلامة

مدير قطاع جنوب الصعيد بالجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي